كتب : حسن علي طه
منذ اللحظة الأولى لدخول نواف السرايا، كان واضحًا في مهمته التي أوكلها إليه الثلاثي الأميركي–السعودي–الإسرائيلي.
مفتاح هذه المهمة ليس “تسليم السلاح” بل “نزع السلاح” — لما تحمله العبارة من إيقاع يثير رهبة في المستمع، وكأن قائلها يستعرض قوته، رغم عجزه عن تثبيت بنطاله الواقع دوماً، في مقابل إظهار ضعف المستهدف رغم تاريخه.
وللحظةٍ ما، بدا غريبًا صمت المستهدفين، وانكفائهم واكتفاؤهم بردود خجولة ، حتى خُيّل للناس أن نواف قد احتكر حليب السباع!
لكن السؤال الذي يفرض نفسه على خصوم نواف:
لماذا هذا الصمت حتى الوفاة؟
ألا توجد في هذا البلد أزمات يتحمّل نواف مسؤوليتها؟
أين خطاب القسم؟ أين البيان الوزاري؟
ولماذا تم إفراغهما من أي مضمون سوى الحديث عن “حصرية السلاح” و“نزع السلاح”؟
أين أموال المودعين؟ لماذا لم تحولوها إلى قضية رأي عام في وجهه ووجه العهد؟
وماذا عن حقوق المتقاعدين، خصوصًا العسكريين، الذين تُركوا لمصيرهم؟
أين الحديث عن الأملاك البحرية والنهرية؟
والمياه التي تنقطع عن الناس بينما تتدفق بسخاء لأصحاب الصهاريج المافيات ولو بحجم محيط؟
أما الكهرباء، فلا تستحق عندكم أي تحرك ، أم أن أصحاب المولدات والذل المفروض على كرامات الناس أصبحوا فوق النقد؟
هل تحوّلت الشراكة معهم من تهمة إلى واقعٍ مفروض؟
ترك نواف نفسه فاعلًا في المشهد، وظن أنه الحق بعينه، فقط لأن أهل الحق صمتوا.
لكن شخصيته الرعناء أوقعته في شرّ أعماله، فأصبح أكبر همه صخرة... ومسرح... وعلي برو.
في المقابل، كان على معارضيه أن يضعوا له أجندة مضادة، تسحب من يده أوراق أسياده، وتربكه في ميدانه، لكنهم لم يفعلوا.
فعلها علي برو، وسحب نواف ومن خلفه إلى مربعه أسبوعين كاملين، قبل أن يصله من أسياده تنبيه شديد اللهجة:
“قف يا نواف عن الولدنات والخبل، وعد لتنفيذ ما أُوكل إليك.”
وهكذا، عاد نواف إلى مربّع الطاعة، بعدما أنهكه الدور المسرحي.
ويبقى السؤال:
هل يتعلم خصومه؟
أم يكتفون بمشاهدة العرض... دون نهاية